أرشيف

الوطن المصلوب على مشنقة العواطف – منصور السروري

– سيناريوهات اتشظي الاجتماعي اليمني أدنى من قارب قوس..ليس ثم مناص من ذلك .
-ىليس ثمة عقل جمعي بيننا زعيم به ان يجنب البلاد التشقق والتشظي الوطني.
– اليمنيون يهطعون مهرولين صوب اللا وطن..اللا يمن، ولن يستسقطعوا غير بعد ان يكونوا قد فقدوا كل شيء .. حتى سبل العودة الى ماكانوا عليه قبل مايو1990م..

  • بات مستحيلا على ثيران السياسة اليمنيين العثور على حادة النجاة.. نجاة البلاد والعباد.. فالجميع يزف الوطن الى بحر ملتهب.. ومن جماجم اليمنيين التي تتناثر على قارعة الطرق، وازقة الحواري ، وارصفة الشوارع واروقة المباني سيضع ثيران السياسة وحقوق الإنسان وخلفاء الله، وحراس الحنش الحجازي، وخدم القرد الإمريكي.. الجميع سيضع من الجماجم وحدة الأرض والإنسان..هكذا يظن ثيراننا انهم اليوم يعشقون اليمن على نحو غير مسبوق .. تخبرهم عواطفهم انهم امام فرصة تاريخية لن تسنح ثانية وعليهم إلتقافها.
  • هنا مكمن الفرصة .. من سيلتقف الفرصة؟

اليمن كلها ملعب مفتوح لكل من يهب او يدب على ترابها سواء لأبنائها او لجيرانها او لأصحاب العمائم والعقالات البيضاء والسوداء
والشعب هو اللعبة .. والمصير هو الكرة التي يتقاذف بها فمن سيلتقف الكرة؟
“النظام الفاسد” الذي ما يزال جاثما على ساحة الوطن ، يلعب على شعب منذ ثلاثة عقود، قابضا على كرة ” المصير”؟
ام سيلتقفها المشترك؟ ام طرف في المشترك يتكون من امشاج البداوة والقبيلة واللاهوتية والتبعية لمحمد بن عبد الوهاب وآل سعود؟
ام سيلتقفها ذيل طهران، واحفاد الهاوي الراسني؟
ام سيلتقفها الرفاق القدامى في حضرموت وابين ولحج…؟
ام ..وام.. وام فالاعبون كثر قدامى وشباب.

  • طبعا.. ليس ثمة قواعد إخلاقية تحكم اللاعبين الثيران.. كل لاعب يرغب في الأستحواذ على الكرة.. ويرى انه الأجدرفي تسديد هدف الفوز.. تستحوذ علية الأنانية الى حد التفريط بمصير الوطن.. حتى ان اقتضى الأمر ان يتحالف مع أبليس سيتحالف.. المهم انه في النهاية يشبع نهم عاطفته في نيل ” الزعامة المتعددة اوجهها بين زعامة ثورية، وزعامة وطنية، وزعامة قبائلية ، وزعامة عسكرية ، وزعامة دينية مذهبية (سنية وهابية او شيعية حوثية) وزعامة شبابية وزعامة حراكية……زعامات ستفضي جميع سيناريوهاتها المتناقضة المصادمة في النهاية الى صلب ” الوطن فوق مركبة العواطف،.. سيجلدونه بإسم عاطفة الأنتماء، سيقطعونه الى اوصال بإسم عاطفة الوحدة، سيمزقونه الى بضعة جغرافيات بإسم عواطف التاريخ والمذهب الديني والنسيج الأجتماعي .

لست هنا متشائما مثلما لست متفائلا، وانما في منطقة وسطى بينهماهي (التشائل) .. منطقة نسج لمن يقف عليها خاصة ان كان من مؤرخي الأفكار ان يستقرأ القادم و يستشف مؤشراته.. وهذا الأستشراف في مجمله لا يندرج تحت كشف الغيب ولا هو من ادعاءات التنبؤ بقدر ما هو نتائج منطقية لمقدمات ومعطيات تمتد من الماضي وتتراكم وتسير بوتائر ناحية المستقبل..وواقعنا الذي بتنا عليه أضحى اكثر تجليا، ولا يتطلب لكبير عناء لأستشراف أفاويقه خاصة عندما نربطه بالمتغيرات وتطوراتهاعلى اكثر من صعيد سواء المتغيرات التي تفرضها حاجة المجتمعات الشقيقة في ضرورة التغيير والأصلاحات السياسية والحقوقية…وما يعني في هذه المطالب من نتائج تطال النظم الحاكمة لا ترى انها مطالب حضارية مشروعة وانما تراها مؤامرات تستهدف عروشها ، او المتغيرات التي يفرضها طبيعة المصالح الآخذة في التعقيد على الصعيد الأقليمي والدولي.
واذا ما استشرفنا افق القادم اليمني على هدي ماضي وحاضر العلاقة بين ” طهران والرياض” والتي حتما ستبلغ ذروة تأزم الى حد اللا عودة الى مربع الأمان والأتجاة الى ناحية انتهاج التصالح والسلام والأحترام المتبادل تطورات المشهد السياسي بين” الرياض و طهران” يزداد تأزما وليس ثمة ما يلوح في الأفق المعتم من بوادرمطمئنة بحدوث انفراج ما..العكس هو المتجلي على المشهد بين الدولتين، بل هنالك تغذية تقودها ” الولايات المتحده ” كلما وجدت هدنه غير مباشرة بينهما تغذي أي جنوح للتهدئه لصب الزيت على النار كما حدث مؤخرا من اتهام ايران بالتخطيط لأغتيال سفير الرياض في واشنطن.

  • افق القادم اليمني على ضوء العلاقة المتأزمه بين”فارس والحجاز” هو نتيجة تشتشرفها على هدي العلاقة التاريخية سواء التي عمرها بضعة قرون بحكمن المذهب بين فارس ، ودولة الأئمة الزيدية او التي عمرها اربعة عقودبحكم السيطرة السعودية على اليمن سيطرة اقل ماتوصف بالمدمرة.

***

  • سبق ان قلت في الأسطر السابقة انني اقف وسط (التشاؤم والتفاؤل) غير ان هذا الوقوف كما قلت يسنح في استشراف اين هو قادم البلاد؟.

ان قادم الوطن هو الذي يجعلني متشائم.. قادم لم نعد نمتلك وحدنا اليمنيين حق تقرير مصيره..وباءت كل المحاولات منذ نصف قرن بالفشل..حتى عندما هب الشعب كله هبة ثورية لتقرير حقه في الحياة في ثورة اذهلت العالم عظمة .. حتى هذه صودرت على رغم انف الثوار.. وكل اعداء اليمن والتغيير فيالداخل والخارج هبوا لإجهاضها – اجهاض الثورة بالثورة – يستوي في ذلك حلفاء (طهران والرياض) على حد سواء
اتذكر ان الحوثي اصدر- مكتبه الإعلامي ب – 18 فبراير2011م بيانا خلا صته انه سوف يلتحق بالشباب من اجل حمايتهم، ويوم 21فبراير فوجئنا بمجاميع محسوبة على الشيخ” حسين الأحمر” تلحق بنا بمكبرات الصوت ، وبعدد من القبائل تطوعت لحراسة المعتقلين.. وفي ليلة الثلاثاء صباح الأربعاء نصب جماعة الحوثي خيامهم جوارسور الجامعة.
حتما ستصل الى ذروة التأزم حد اللاعودة الى دائرة السلم، بدليل ما شاهدناه مؤخرا من سعي الأدارة الإمريكية في تصعيد جذوة الحرب الباردة بينهما عندما قالت انها كشفت مخططاايرانيا لإغتيال سفير الرياض في واشنطن.. وهو مؤشر خطيرقد ينفذ في وقت ومكان اخرين من قبل المخابرات الأمريكية التي ستنبري حينها قائلة : كان يفترض على الرياض ان تأخذ حذرها في حماية السفير أو غيرها غيرها من سفرائها خاصة بعد ان فشلت(واشنطن المؤامرة الأولى)… ولن يكون قادم اليمن بعيدا عن تعقيدات الأزمة . المتصاعدة بين امبراطوريتي النفط لما تمثله اليمن من عمق استراتيجي في صراعهما القائم. على اصرار كل منهما على اضعاف وازاحة الآخر من واجهة التمثيل الأسلامي.

  • ايران ترى ان ضرب او اضعاف ” جماعة الحوثي” في اليمن هو اعتقادها لذراع مهم لها يمكن ان يكون ورقةاو عنصر يشكل قلقا دائماا للرياض ، خاصة اذا ما قادت الأزمة بينها والسعودية الى مواجهات، واي تفريط . بجماعتها هنا ستكون من نتائجه تأمين الرياض من الجنوب تأمينا يحمي ظهرها ويرجح كفة القوةلصالح السعودية.

لهذا ايران لن تفرط بأذرعها في اليمن والسعودية ، والبحرين والكويت وسوريا ولبنان.. وليس ثمة خيار امام طهران غير المضي في حماية في حماية ودعم اذرعها في هذه البلدان دعما يحول دون اضعافها او بترها لما في ذلك من تفتيت لعوامل قوتها التي تكمن في تلك الأذرع.
وفي المقابل تعمل الرياض على استأصال تلك الأذرع لما تشكله من قلق ضدها وبالنسبة لليمن نجحت السعودية في تنويع وتعديد حلفاءها بما يضمن لها تحقيق كل مشروعيتها في اليمن وبقائها تحت هيمنتها وسيطرتها ووصايتها فاليمن دولة محتلة من قبل السعودية احتلالا غير مباشر.. احتلال بالأنابة.. فالذي ينوب الرياض في احتلال اليمن بحسب رقم يتداوله السياسيين ممن كانوا مقربين من الأجهزة الأستخباراتية يقدربـ”25″ الف يمني يتوزعون على النحو التالي:-
أ‌- شيوخ اكبر القبائل اليمنية
ب‌- أكبر قيادات الدولة (الرئيس+ اقاربه )+وزراء
جـ – القيادات العسكرية داخل الجيش
د – مشائخ التيار السلفي الجهادي
هـ – عناصر من تنظيم القاعدة
قد يتجاهل ( حماعة ايران) ، وموظفي ( الرياض خاصة رموزهاالكبيرة التي لم تعيش داخل ساحات الثورة منذ 11 فبراير2011م..قد تتجاهل القواعد الثورية الكبيرة التي اثمرتها الأعتصامات ، والتصريحات المتناقضة ومئات الحوارات التي نشرت في الصحف والفضائيات والمواقع الألكترونية ، والملفات التي فتحت بعد ان ظلت مغلقة منذ نصف قرن، والندوات والمحاظرات وآلاف الفعاليات ، والتي كانت الساحات وعاءا موسوعيا تاريخيا وثقافيا ومعلوماتيااعادت صياغة الذاكرة الثورية وشكلت العقل الجمعي على نحو غير متوقع تعجز عن تشكيله عشرات السنوات من البناء ( الثقافي من حقائق التاريخ المدفون. قد يتجاهل رموز طهران والرياض ماانكشف في الساحات من وعي بات يعرف من هي هذه الرموز؟

  • لكن مشكلة الوعي المجتمعي رغم معرفته ماكان مستورا انه غير قادر على تفويت مشروع صلب اليمن وتمزيقه او بقائه تحت رهن الأحتلال السعودي غير المباشر.
  • قد يقول قائل ” انني هنا حوثي” ولأنني ضد مشروع بدائي كهذا قد يقال ” يساري” مأزوم.. مفتن……الى آخر المصطلحات الجاهزه لشنها الأفكارالواعية الباحثة عن دولة مدنية حديثة دولة لا وصاية عليها غير وصاية الشعب اليمني… قد يتهم صاحب هذه السطور تهمة جديدة ظنا من عندانفس اصدقاء الرياض وتلاميذ طهران انهم بذلك قد نجحوا في اسكات قلمي وأي أقلام وطنية حرة شريفة أخرى ، وانهم قد نصروا “الحسين” او الأمام ( محمد بن عبد الوهاب)وفندواما اكتبه بأنه افتراء وتامل مدفوع الأجر…. بيد ان كل ما سيقولونه لن يغير من الحقائق شيئا ، ولن يستطع تزييف ( الوعي المجتمعي والشبابي من ان هناك شيوخ قبائل كبيرة يخدمون ” الرياض أكثرمن خدمة صنعاء.. الأولى مورد ومصدر قوتهم ، والثانية إن لم يحققوا فيها زعامتهم فلتذهب الى الجحيم..

ومن ان هناك مشائخ سلفيين جهاديين وجمعيات خيرية تستلم الملايين الملايين من الرياض واثرياء السعودية ليس من اجل الأستثمار التعليمي الحديث، او الزراعي او الصناعي ، وانما الأستثمار في بناء المساجد ومدارس التعليم الديني ، المعدة كتبها في السعودية، وفي شراء قلوب الفقراء والجائعين عبر كفالتهم ببعض الأساسيات .. حتى المستفيدين من خدماتهم يتم انتقائهم ممن يضمنوا ان يكونوا معهم وتحت سيطرتهم .. سلوك الهدف منه جعل المعذبين في حياتهم يلتحقون بهم للحصول على ما يضمن مقاومة الجوع والفناء..
تملك الجمعيات والمراكز الدعوية في تعز،وصنعاء ودماج ، وبعض محافظات الجنوب هي جمعيات خارج القانون ورقابة الدولة الأصوب ان تكون تابعة للشؤون الأجتماعية والعمل.. ورفض عودتها لمؤسسة او وزارة حكومية يعني انها تمارس اعمالا ضد تنمية الموارد البشرية المنظمة ،ززاعمال لا تخدم الناس بقدر ما تنفذ مشاريع استلابية ترهن المستقبل ، والوطن عند الشقيقة، وتقتل روح الأعتزاز والأنتماء والولاء للوطن تلك اهداف الجمعيات جعل من يدفع ويشبع ويكسي أحب من الوطن الذي لا يقدم ذلك ايضا ” مركز تعليم السنه وعلوم الدين” هي مراكز خارج القانون وخارج التنمية .. الأصوب ان تكون تابعة لجامعتنا الرسمية … ماالمانع في ان يكون ما يدرس في دماج، ومركز الدعوة بصنعاء ، وفي معبر وتعز، في جامعاتنا ؟ ولماذا يصر على بقائها في تلك المناطق؟
ومثلها معاهد ومراكز(الحوثيين).
تلك المؤسسات مدعومة من الرياض وطهران، وتعتبرالفام من ناحيته ستنجر ضد بعضها ، والمنتصر فيها بحسب المؤشرات حلفاء آل سعود من مشائخ التيار السلفي الجهادي الموزعون بين الجيش والقبائل والأحزاب سيكون امامه أي أي هذا الحليف التاريخي ان يواصل تبعية خدمة ” الشقيقة ” الأمر الذي سيولد عند الشرفاء مواصلة الثورة .. وهو مالا يسمح به من تلاميذ الرياض وخلفاء الله.
اذا عودة على ذي بدء اؤؤكد .. اننا امام مأزق اشبه بمأزق عاشته لبنان عقدي السبعينيات والثمانينيات كان خلاصته ان الجميع ظل يصلب لبنات على مركبة العواطف.. هكذا القادم سنصلب اليمن ، وستكون كلما ازددنا في تعذيبها نؤكد ان ذلك التعذيب انما هو من قبيل حبها ومن اجلها نعم ستمزقها ونحن نعلل ان عواطفنا الوطنية اقتضت ذلك .. في حين ان العواطف تلك انما في جوهرها هو عواطف “الرياض و طهران”.

زر الذهاب إلى الأعلى